محمد بولهريس:
يبدو من الطبيعي جدا تنظيم مؤتمر أو قمة من حجمة القمة المسمات عربية لكونها لقاء يجمع بين قادة دول المنطقة العربية ينظم دوريا في عواصم مختلفة ، لم نرى ولم نسمع يوما من السعودين ولا المصريين ولا اللبنانيين أنهم يتكلمون ويتبجحون ويبدعون في الشعارات كما فعل نظام الجنرالات الذي حاول أن يجعل من قمة هذه الدورة إنجازا تاريخيا غير مسبوق في محاولة يائسة لثاثير على ضعاف العقول من الشعب الجزائري المقهور وتصريف ازمته الداخلية.
وبينما هم يتبادلون التحايا والابتسامة الصفراء ويبدعون في الشعارات الرنانة من قبيل “لم الشمل”، عن أي لم وأي شمل تتحدثون، فليس هناك من فرق اللم وشتت الشمل أكثر من نظام الجنرالات الجزائري، (لقد فرقو بين أسر وعائلات مغربية كثيرة).
وما إن بدت أشغال القمة حتى سقط القناع وظهرت حقيقة مفادها أن شعار”لم الشمل” لم يكن سوى مطية لجمع أصحاب الفخامة والجلالة في بلاد وهران، فعمدو إلى بتر نصف خارطة المغرب، تجاهلوا استقبال الوفد المغربي، طردو ثلثي الوفد الاعلامي، لكن دهاء رجل الدبلوماسية ناصر عرف كيف ينصر وينتصر ، فما إن أخذ مقعده حتى قلب الطاولة على العمامرة، ويطالب بنقطة نظام لتصحيح مسار القمة، فأرغمت قناة شنقريحة بإصدار إعتذار رسمي مع إدانة تسليح إيران لمرتزقة البوليزاريو، وتلى السي عبدالمجيد قرار من البيان الختامي يشير إلى عدم التدخل في شؤون الداخلية للدول وإحترام وحدتها الترابية وبذلك يشهد النظام المرادية على نفسه، لكن هل سيحترم حكام الجزائر ما أعلنوا عنه في عاصمتهم الخضراء، شخصيا لا أعتقد ذالك!؟.
وهم يجتمعون ويتناوبون على الميكروفون، كثر الكلام واللغو والكل يريد أن يظهر أنه يدافع عن القدس وعن فلسطين، نفس الأسطوانة المشروخة منذ مايقارب سبعين عاماً، هنا يظهر الزعيم العظيم المناضل الكبير الرئيس قيس وكأنه يمتطي فرسا يبحت عن ليلى وهو يتحدث بلغة وحماسة أفلام نجدة أنزور أو حاتم علي، وهو يتوعد إسرائيل بأنه يسترجع من تحت اقدامهم بلاد نابلس وخان يونس والقدس والضفة والقطاع ويحرر بغداد واليمن ويبني بيروت وطرابلس، و و و و… وفي الوقت الذي يتحدث فيه الزعيم هناك منظمة يبانية توزع الدقيق والزيت والسكر على مواطنين تونسيين، هنا تنتهي عنترية قيس الذي لم ولن يجد ليلى مدام أنه أعاد تونس إلى ماقبل تورة الياسمين.
زعماء تعيش بلدانهم تحت خط الفقر، يغادرها أبناؤها غصبا ورغماعنهم، منهم من نجى ووصل بلاد الغرب وأكثر هم غارقين في البحر.
زعماء أغلب دولهم ممزقة تعيش حروب أهلية.
زعماء مجتمعين يكاد لايجمعهم إلا لغة الضاد، وما يختلفون حوله أكثر مما يتفقون عليه.
زعماء أتقلت الديون بلدانهم، حيث الفساد والبروقراطية ونوع من الإستبداد والديكتاتوية.
أبها الزعماء الأجلاء إن إنتظاراتكم الشعوب أكبر من الجلوس في قمة يطغى عليها التشويش على النقاش الجاد لقصايا المواطنين.