ايوي بريس : متابعة
لطالما كانت للمسلسلات الإذاعية طعم خاص يميزها عن كل أشكال التعبير الدرامي الاخرى إذ و على الرغم من قدرتها على خلق الفرجة و ايصال المعنى إلا أن لها خصوصية جوهرية و هي اشراكها لخيال المشاهد في البناء الدرامي حيث تصنع بمؤثراتها الصوتية و الحمولة المشاعرية لأصوات الممثلين في ذهن المتلقي الصورة المثالية لشخوص و أماكن و اكسسوارات القصة و التي تختلف من متلقي لآخر حسب الخلفيات الثقافية و الاستيهامية لكل واحد من المستمعين هذه الخصوصية التي خلبت لب الأجداد عبر حكايات الحلقة و الرواة بمختلف مشاربهم و خلبت لب الآباء عبر مسلسلات خالدة كمسلسل الازلية رغم سطوة التلفزيون حينها ، لن يكون أمامها ما يمنعها في زمن الأبناء و الأحفاد ، زمن الانترنيت ، خاصة بشكلها الخفيف الذي لا تتعدى حلقاته الربع ساعة و الذي لا يحتاج تفرغا لمتابعته فيتابعه من يقود او تقود سيارته (ها) و من تطبخ أو يطبخ في المطبخ و غيرهم.في هذا السياق يأتي المسلسل الدرامي “أمغار ن تاوريرت” المذاع باللغة الامازيغية بمكوناتها الثلاثة على إذاعة الامازيغية بقصة ثراتية تاريخية تجمع بين الإرث الثراتي المغربي و الفكر المتنور المبني على الانتصار للحرية و الإبداع و العدل بأحدث مشوقة و عبر نخبة الأصوات الاذاعية الامازيغية و بلغة أمازيغية صرفة و قوية .بين جبروت ظلم شيخ القبيلة و دسائس مول الدوايا و القلم و براءة تانيرت و عنفوان مباركة و صلابة أومناي و نضال جامع تنفجر الأحداث و الصراعات بين التحجر و الانطلاق و بين نداء الحرية و الإبداع و التعايش و بين الرغبة في المحمومة في السيطرة و القهر تلعب بمشاعر المستمع بين الحميمية و الترقب و بين الحماس و الأسى بمؤثرات صوتية تجبر المستمع على الاندماج و تضعه في قلب الأحداث المشتعلة لينجلي غبار الوقائع على عشرات الخلاصات و التجارب و الرسائل التي تنتصر للحق و العدل و الحرية و التعايش و الإبداع